غيبة تامة فلا سفير

الليلة السادسة من شهر رمضان المبارك للعام الهجري ١٤٤١ هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

{ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } / يونس

صدق الله العلي العظيم

أُعطيت الأمة الفرصة إمامًا بعد إمام، لكنها تخاذلت عن حفظهم والدفاع عنهم حتى ينتهي بهم الأمر بالقتل، إلا الإمام فقد حُفِظَ بالغيبة، والغيبة غيبتان، صغرى وكبرى.

الغيبة الصغرى حكمتها أنها تُثبت ولادة الإمام وإمامة الإمام وعلم الإمام ولياقة الإمام كآبائه، ومدتها ٧٠ سنة تقريبًا استطاع من خلالها أن يقدم فيها الكرامات.

الفترة الأولى تطلبت ارتباط الشيعة بالإمام، لكن هذا الارتباط كان من خلال السفراء فالفترة تقتضي اختفاء الإمام. فالسفارة هذا المصطلح لم يكن مألوفًا من قبل فهي نيابة عن الإمام يرفع فيها السفير أسئلة الناس وحوائجهم ويصدر من الإمام كلام فيه إجابة لمسائل وفي بعضه رد شبهات.

الشروط الخاصة بسفراء الإمام:

  1. عارفًا بشخص الإمام وسماته.
  2. يكون اللقاء مع الإمام منتظمًا ومتعددًا.
  3. لابد للسفير ألّا يتحدث بشيء ديني إلا بما يرشدهُ الإمام.
  4. الورع والتقوى والكتمان.

نبذة مختصرة عن السفراء الأربعة:

  1. عثمان بن سعيد العمري وقد كان وكيلًا للإمام الهادي ثم العسكري ثم الموعود عليهم جميعًا السلام. وكانت مدة سفارته ٥ سنوات. كان سمّانًا وبعد موته دُفن في بغداد.
  2. أبو جعفر محمد بن عثمان سعيد العمري، وكانت له أطول فترة سفارة في غيبة الإمام ومدتها ٤٠ سنة. استطاع أن يوطِّد الأمر للإمام كثيرًا.
  3. أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي ومدة سفارته ٢١ سنة، وكان يتميز بثقافة عالية وإحاطة بالمذاهب والمناظرات.
  4. أبو الحسن علي بن محمد السمري. لم تطل سفارته لأن الغيبة الكبرى بدأت بعد ذلك.

عاش السفراء في الدولة العباسية.

القواسم المشتركة بين السفراء:

  1. كل حديثهم عن الإمام عليه السلام.
  2. لا نجد فيهم من بني هاشم.
  3. جميعهم عاشوا في بغداد ولكن الوكلاء في البلدان كانوا يخالطون القواعد الشعبية ويرسلون رسائل الإمام.
  4. ليس لهم دور اجتماعي واضح.

كيف يعرف الشيعة في زمن الغيبة الصغرى السفراء؟

  1. النص من المعصوم.
  2. الكرامات التي تظهر على يديه كما تظهر على يد الإمام.

أسباب انتهاء فترة السفارة:

  1. تثبيت وجود الإمام وإمامته كآبائه.
  2. تعقّد الوضع الأمني.

الدعاوى التي ظهرت في فترة الغيبة الصغرى:

  1. أبو محمد المعروف بالشريعي.
  2. محمد بن نصير النميري.
  3. أحمد بن هلال الكرخي العبرتاي.
  4. أبو طاهر محمد بن علي بلال البلالي.
  5. الحسين بن منصور الحلاج.
  6. محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن العزاقر.
  7. أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان المعروف بالبغدادي.
  8. الباقطاني.
  9. اسحاق الأحمر.

سلبيات دعوة السفارة:

  1. أصبحت مادةً خصبة لأعداء التشيّع.
  2. يسبب إرباك لدى بعض الشيعة.

أشار بعض علماء الشيعة إلى أنه من الممكن أن يلتقي الأشخاص بالإمام المهدي عليه السلام بعد غيبته الكبرى ولكن لا سفارةَ بعده مستشهدين ببعض الأدلةِ الواردةِ في الرواية ومنها:

  1. سياق الحديث.
  2. تعبير الإمام: “وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة”
  3. تاريخ التشيّع، هنالك العديد من كبار علماء المذهب من شاهد الإمام.
  4. روايات أهل البيت عليهم السلام لا تنفي رؤية الإمام في زمن الغيبة.

دورنا أمام هذه البدع:

  1. التحصين: نُعلِّم أبناءنا عن الغيبة بكل خصائصها ومراحلها.
  2. فضح من يدّعون السفارة.
محاضرة الليلة السادسة من شهر رمضان المبارك ١٤٤١ هـ – غيبة تامة فلا سفير
محاضرة الليلة السادسة من شهر رمضان المبارك ١٤٤١ هـ – غيبة تامة فلا سفير
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments