الليلة الأولى من شهر رمضان المبارك للعام الهجري 1441 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} / فاطر
صدق الله العلي العظيم
أولاً: ( طبيعة العلاقة العدوانية بين الشيطان والإنسان):
بدأت العلاقة بين الإنسان والشيطان منذ خلق آدم، لمّا أمر الله سبحانه وتعالى من الملائكة السجود، {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} / البقرة.
{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} / البقرة، فالشيطان مترصد لا يريد الخير لآدم وحواء وذريتهما. فكل طاعة للشيطان هي ضرر له.
الشيطان رفض السجود لآدم غرورًا واستكبارًا، لذا طردهُ الله سبحانه وتعالى وأمره بالهبوط، فكان للشيطانِ طلبٌ يرتبط بمضرة أبناء آدم، { قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ، قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} / الأعراف، فهو يريد أن نسلك ما سلكه.
وبدأ الشيطان وساوسه الشيطانية في الجنة عندما أوقع بآدم وحواء {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} / البقرة.
حتى أنزلهم الله سبحانه وتعالى جميعًا – آدم وحواء والشيطان – لتُرسم حدود العلاقة البغيضة بين الشيطان والإنسان حتى قيام الساعة.
{قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأرض وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ المخلصين} / الحجر، فوظيفة الشيطان في الحياة هي التزيين فقط وبإمكانك أن تتغلب عليه بعدم تصديقهِ، حيث أن كل أوامره حتى نكون من أصحاب السعير.
يوم القيامة يتخلى الشيطان عن الإنسان، فوعد الله حق وليس للشيطان سلطانٌ على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.
ثانيًا: نماذج من وسوسة الشيطان:
1- تخويف البشر من الفقر.
2- الفحشاء.
3- التخويف عن البذل في سبيل الله بالنفس أو المواقف.
4- الصد عن سبيل الله.
5- التبديل في خلق الله.
6- الخمر والقمار.
7- اللسان. ( الغيبة / الشتيمة / الفحش )
ثالثًا: بعض المصائد:
1- الشبع: هو فخ لترك الطاعات.
2- حب المال.
3- العُجب بالذات.
4- الغضب.
5- الغريزة الجنسية.
رابعًا: لطفٌ من ألطاف الله جعله في مقابلة وسوسة الشيطان:
1- الحسنات مُضاعفة عشرة أمثال السيئة.
2- الاستغفار والتوبة لما قبل الموت.
المطلوب من الإنسان في علاقة العداوة مع الشيطان أن يكون يقظًا في مواجهتهِ حتى لا يقع في مكائده، وأن يكون متوكلًا على الله دائمًا. {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} / النحل
خامسًا: عجز الشيطان:
الخصال: عن أحمد بن هارون الفامي عن محمد بن جعفر بن بطة عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن صفوان بن يحيى رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال إبليس: خمسة أشياء ليس لي فيهن حيلة، وسائر الناس في قبضتي: من اعتصم بالله عن نية صادقة واتكل عليه في جميع أموره، ومن كثر تسبيحه في ليله ونهاره، ومن رضي لأخيه المؤمن ما يرضاه لنفسه، ومن لم يجزع على المصيبة حين تصيبه، ومن رضي بما قسم الله له ولم يهتم لرزقه.
سادسًا: ألم وفشل الشيطان:
1- ذكر الله وأولياءه وحضور مجالس الذكر وتجنب مجالس الهوى.
2- إطالة السجود.
3- الصوم والصدقة.
4- قراءة القرآن في البيوت.
5- الدعاء.
6- الإحسان لأولياء الله.
7- الاستغفار.
سابعًا: متى يموت الشيطان:
في رواية عن الإمام السجاد: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ } / الحجر ، الوقت المعلوم يوم قيام القائم، فإذا بعثه الله كان في مسجد الكوفة وجاء إبليس حتى يجثو على ركبتيه فيقول: يا ويلاه من هذا اليوم، فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه، فذلك يوم الوقت المعلوم منتهى أجله.
والحمد لله رب العالمين.