الأغاني يحرم الاستماع إليها وقد استدل على الحرمة بالقرآن الكريم كقوله تعالى: ( واجتنبوا قول الزور ) ومنه الغناء ، للروايات الواردة في تطبيقه عليه وكقوله تعالى : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ) فقد ذكرت عدة من الروايات أن الغناء من مصاديق لهو الحديث وكقوله تعالى: ( والذين هم عن اللغو معرضون ) بضميمة ما في تفسير القمي من تطبيق الآية على الغناء . ومنها قوله تعالى: ( والذين لا يشهدون الزور ) فانه قد ورد في بعض الاحاديث تفسير الزور في الآية بالغناء كما يستدل على الحرمة بالروايات الدالة على حرمة الغناء ، وحرمة تعليمه وتعلمه ، وحرمة التكسب به واستماعه . وأنه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الخضرة . وأنه يورث الفقر والقساوة وينزع الحياء . وأنه رقية الزناء ، ويرفع البركة ، وينزل البلاء ، كما نزل البلاء على المغنين من بني اسرائيل . وأنه مما وعد الله عليه النار وبئس المصير . وأنه غش النفاق وأن الغناء مجلس لا ينظر الله إلى أهله . وأن استماع الغناء نفاق وتعلمه كفر . وأن صاحب الغناء يحشر من قبره أعمى وأخرس وأبكم . وأن من ضرب في بيته شيئا من الملاهي أربعين يوما فقد بآء بغضب من الله فان مات في أربعين مات فاجرا فاسقا مأواه النار وبئس المصير . وأن من أصغى إلى ناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان . وأن الغناء أخبث ما خلق الله وشر ما خلق الله وأنه يورث الفقر والنفاق . وأن من استمع إلى الغناء يذاب في اذنه الافك . وغير ذلك من المضامين المدهشة التي اشتملت عليها الاخبار المتواترة .
ولا بأس باستعراض بعض الروايات في حرمة الغناء:
• عن أبي عبد الله عليه السلام: بيت الغناء لا تؤمن فيه الفجيعة، ولا تجاب فيه الدعوة، ولا يدخله الملك.
• عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله عزوجل: ” واجتنبوا قول الزور ” قال: قول الزور: الغناء.
• عن أبي جعفر عليه السلام: الغناء مما وعد الله عليه النار، وتلا هذه الاية: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين).
• عن أبي عبد الله عليه السلام: الغناء مجلس لا ينظر الله إلى أهله، وهو مما قال الله عز وجل: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله).
• عن علي عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أخاف عليكم استخفافا بالدين، وبيع الحكم، وقطيعة الرحم، وأن تتخذوا القرآن مزامير، تقدمون أحدكم وليس بأفضلكم في الدين.
• عن الصادق عليه السلام: شر الاصوات الغناء.
• عن أبي عبد الله عليه السلام يقول: الغناء يورث النفاق، ويعقب الفقر.
• عن رسول الله صلى الله عليه وآله – في حديث – قال: إن من أشراط الساعة إضاعة الصلوات، واتباع الشهوات، والميل إلى الأهواء – إلى أن قال: – فعندها يكون أقوام يتعلمون القرآن لغير الله، ويتخذونه مزامير، ويكون أقوام يتفقهون لغير الله، وتكثر أولاد الزنا، ويتغنون بالقرآن – إلى أن قال: – ويستحسنون الكوبة(آلة موسيقية تشبه العود) والمعازف، وينكرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – إلى أن قال: – فاولئك يدعون في ملكوت السماوات الارجاس الأنجاس.
• عن الحسن قال: كنت أطيل القعود في المخرج لأسمع غناء بعض الجيران، قال: فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: يا حسن ” إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا ” السمع وما وعى، والبصر وما رأى، والفؤاد وما عقد عليه.
• عن رسول الله صلى الله عليه وآله: يظهر في أمتي الخسف والقذف، قالوا: متى ذلك ؟ قال: إذا ظهرت المعازف والقينات(المغنيات) وشربت الخمور، والله ليبيتن أناس من أمتي على أشر وبطر ولعب فيصبحون قردة وخنازير لاستحلالهم الحرام، واتخاذهم القينات، وشربهم الخمور، وأكلهم الربا، ولبسهم الحرير.
وسائل الشيعة للحر العاملي رحمه الله تعالى