الليلة الثانية من شهر رمضان المبارك للعام الهجري 1441 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا} / الفرقان
صدق الله العلي العظيم
تعيش الأمة في هذه الفترة أزمة انتشار جائحة كورونا، ومن السلبيات التي ظهرت مع انتشار هذا المرض هي المضار الاقتصادية على مستوى الدول والأفراد. تعطلت كثير من الخدمات التي تصب في صالح ميزانية الدولة وكذلك تعطّل الوظائف وبالتالي الناس تحتاج لمؤونة الدولة وغير الدولة. فمن الطبيعي في مثل هذه الحالة نحتاج أن نطرق باب حسن التدبير لأهميته. أضف إلى ذلك تراجع سعر النفط يؤدي إلى تراجع اقتصاد البلد مما يؤثر على المواطنين بصورة مباشرة، والدين قبل غيره تكلم في هذا الشأن بصورة تضمن لنا الترشيد في صرف الأموال.
قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا} الإسراف هو أن تصرف المال فيما ينبغي زائدًا على ما ينبغي،
{وَلَمْ يَقْتُرُوا} والتقتير هو عكس الإسراف، فالقرآن مدح من يكون معتدلًا فهو دين الوسطية.
ضرورة اتصاف المؤمن بحُسن التدبير:
١- المؤمن مطلوب منه التعمير ليس التدمير: فالمؤمن حين يخرج في إنفاقه عن حد الاعتدال يؤدي ذلك إلى أن يستنفد موارد البيئة والطبيعة.
٢- يُبرز المسلم فيه وسطية الإسلام.
٣- نفسُ الإسراف والتقتير له مضار سلبية على نفسية المُسرف.
التقتير (الشح / البخل):
الآباء الذين يبخلون على أبنائهم يسببون الكثير من المفاسد الأخلاقية منها:
١- يشعر الأطفال بالحرمان والظلم.
٢- يسبب لهم البغضاء والحسد لمن يملك ما لا يملكون.
٣- يطلبون من الآخرين، وهذا يشعرهم بالدونية.
٤- قد يكون سببًا لانفتاحهم على السرقة.
٥- يقعون في السقوط الأخلاقي كالتحرش الجنسي.
٦- كراهة المُعيل.
كيف أتخلص من الشح؟
{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} / المعارج
التبذير:
يختلف عن الإسراف، فالتبذير هو أن تصرف فيما لا ينبغي.
{ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} / الإسراء
مجالات الترشيد:
١- على مستوى الفرد.
٢- على مستوى الأسرة.
٣- على مستوى البلد.
ماهي الأمور التي تجعل مني لا أحسن التدبير؟
١- غياب التخطيط.
٢- التقليد، لا سيما إذا ارتبط بالمستوى الاجتماعي.
٣- الثقافات الاستهلاكية الخاطئة.
٤- ثقافة “اتباع الموضة.”
٥- ثقافة “ابذل ما في الجيب، يأتي ما في الغيب”.
٦- ثقافة “يزيد ولا ينقص”.
٧- اتّباع الإعلانات التجارية.
٨- “فتح العين” كلما نظرت لشيء رغبت به.
٩- سهولة الاقتراض.
التأثير على الأطفال:
١- التربية الخاطئة على الإسراف منذ الصغر.
٢- الدعايات الإعلانية في الرسوم المتحركة.
٣- عدم تفهّم الأطفال لمفهوم الميزانية.
التوصيات التي تساعد على توعية الأطفال بالترشيد:
١- التعويد على التوفير.
٢- تقديم القدوة في البيت.
٣- المشاركة في التسوق.
٤- دور وسائل الإعلام في أهمية التوفير.
٥- الإشراف على الأصدقاء وتأثيرهم في هذا الجانب.
بعض مضار الإسراف على الأسرة:
١- قد تعلو الأسرة الديون.
٢- ارتفاع حالات الطلاق بسبب الطلبات غير المنطقية.
٣- دخول البعض للسجن بسبب الديون.
٤- بعض الأسر لم تستطع التأقلم مع الظروف الطارئة.
كيف أكون مُنفقًا باعتدال ورُشد؟
١- تحديد الأهداف.
٢- وضع خطة تُحقّق الأهداف.
٣- تنفيذ الخطة.
٤- تقييم الخطة والتغيير بما يناسب المراحل الجديدة.
٥- تعويد الأسرة على الخشونة.
٦- تجنب التسوّق.
٧- عدم متابعة الموضات.
٨- المساومة عند الشراء.
٩- الادخار.
١٠- تجنّب الشراء بالبطاقات.